فلورنتينو بيريز يترأس مأدبة غداء عيد الميلاد مع الصحفيين
"عيد الميلاد وقتٌ للتأمل في الأمور التي تهمنا. وفي حالتنا، أستطيع التأكيد دون أدنى شك أن أكثر ما يشغل بال ريال مدريد هو وضع التحكيم في إسبانيا"، قال الرئيس.
أقام ريال مدريد مأدبة غداء عيد الميلاد مع الصحفيين في صالة كرة السلة في مدينة سيوداد ريال مدريد. ترأس الحفل فلورنتينو بيريز، الذي قال في كلمته: "أشكركم على حضوركم هذه الفعالية التي أصبحت تقليداً سنوياً في عيد الميلاد. أولاً وقبل كل شيء، أتمنى لكم قضاء عطلة سعيدة مع عائلاتكم وأحبائكم. وآمل أن يحمل لكم العام الجديد 2026 الصحة والعمل والسعادة”.
وتابع “في هذه اللحظة، أغتنم الفرصة لأشكركم على عملكم الإعلامي وجهودكم في نقل أخبار ريال مدريد إلى جميع مشجعينا. لطالما نثمن في هذا النادي عمل الصحافة والعلاقة التي بنيناها على مرّ السنين، والتي تقوم على الصدق والاحترام المتبادل والمهنية والدقة”.
مؤسسة ريال مدريد
“هذا النهج في مواجهة التحديات الكبيرة التي تظهر كل موسم هو ما نسعى إلى تطبيقه في المجتمع من خلال مؤسسة ريال مدريد. نقول إن مؤسستنا هي روح نادينا، لأننا بفضلها نساعد 400 ألف شخص في أكثر من 100 دولة كل عام. نمنح الأمل للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وخاصة الأطفال المعرضين لخطر الإقصاء الاجتماعي. الرياضة أداةٌ بالغة التأثير في مجال العمل الخيري، وهي قادرة على توحيد الناس والمجتمعات أينما كانوا”.
58 لقباً في 15 عاماً
“لا بد من الإشارة إلى أن وحدة الجماهير المدريديستا أتاحت لنا فرصة عيش واحدة من أنجح فترات تاريخنا على مدار ال 15 سنة الماضية. خلال هذه الفترة، فاز نادينا بـ 58 لقباً: 30 في كرة القدم و28 في كرة السلة، بما في ذلك 6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم و3 ألقاب في اليوروليغ في كرة السلة”.
تأملات حول التحكيم
“تمثل فترة عيد الميلاد أيضاً وقتاً للتفكير في الأمور التي تقلقنا. وفي حالتنا، أقولها بوضوح تام: إن أكبر مصدر قلق لدى ريال مدريد هو وضع التحكيم في إسبانيا، وهو ملف تجاوز حدودنا وألحق ضرراً بمصداقية وسمعة مسابقاتنا”.
وأضاف “من غير المعقول إطلاقاً أن تترك مؤسسات كرة القدم ريال مدريد وحيداً في هذه المعركة. كيف يعقل أن نكون وحدنا من يسعى لتحقيق العدالة في القضية الجنائية؟ وكيف يمكن لرئيس لجنة الحكام أن يطالبنا بنسيان الأمر وطي الصفحة؟ وكيف لنا أن ننسى أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم عالمياً؟ لن نفعل ذلك أبداً”.
قضية نيغريرا
“وأضيف: كيف يمكن للاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة (لا ليغا)، المسؤولان عن حماية نزاهة المنافسة والسعي لتحقيق العدالة، أن يتصرفا بهذه الطريقة؟ ما سبب هذا التقاعس؟ أثق بأننا سنعرف الجواب يوماً ما. فالاتحاد والرابطة ملزمان بالحفاظ على نزاهة المنافسة حتى لا يبدوا وكأنهم متواطئون في قضية بهذه الخطورة”.
وتابع: “لا شك أن قضية نيغريرا تمثل أخطر مشكلة تواجه كرة القدم اليوم، حتى على الصعيد الدولي. وكما نُشر مؤخراً، نعلم اليوم أنه جرى دفع أكثر من 8 ملايين يورو مقابل تقارير فنية عن الحكام، وهي الأغلى في العالم، والأدهى من ذلك أنها لم تُعرض أبداً على المدربين، الذين يُفترض أنهم الجهة المستفيدة منها”.
النتائج
“من يصدق أنه تم دفع ملايين اليورو مقابل تقارير فنية يُفترض أنها عديمة الفائدة، لأنها لم تُسلّم للمدربين، الذين يبدو أنهم لم يكونوا على علم بوجودها أصلاً؟”.
وأوضح: “ما زلنا اليوم نعيش تبعات قضية تلطّخ صورة رياضتنا، وتُبرز الحاجة إلى تغيير جذري في هياكل التحكيم الإسباني”.
التحكيم في فيتوريا
“في مباراة أمس، أدار تقنية الفيديو في مباراتنا حكم سبق أن هدد باتخاذ إجراءات ضد نادينا عشية نهائي مسابقة الكأس. هل يمكن تخيّل مثل هذا الوضع في أي بلد آخر؟ وكما شاهدتم أمس، أو في مباراتنا السابقة في جيرونا، لم تُحتسب التدخلات العنيفة ضد لاعبينا فينيسيوس ورودريغو في آخر مباراتين خارج أرضنا ركلات جزاء. هذه هي المفارقة التحكيمية في الموسم الجاري".
وشدد بيريز “نحن على يقين بأننا لسنا النادي الوحيد المتضرر من هذه القضية، بل من الممكن أن يكون نادٍ ما قد ودّع دوري الأضواء ضحيةً لقضية نيغريرا”.
النزاهة والعدالة
“نزاهة رياضتنا وكرامتها على المحك. لقد تضررت صورة كرة القدم في بلدنا بشكل بالغ، ولذلك لا بد من تحقيق العدالة، لأن تحقيق العدالة هو السبيل الوحيد لإعادة بناء كرة القدم الإسبانية”.
“لا تنسوا أن قاضي التحقيق وصف القضية بأنها فساد ممنهج. وكما تعلمون جميعاً، فقد اعترف مسؤولون سابقون في برشلونة علناً، في مقابلات إعلامية، بأن هذه المدفوعات كانت تُجرى لأنها كانت تصب في مصلحة النادي. تصب في مصلحته؟ لماذا؟ ولأي غرض؟ خاصة وأن مدربيهم أكدوا أنهم لم يكونوا على علم بتلك التقارير ولم يكونوا بحاجةٍ إليها”.
التجديد
“سيواصل ريال مدريد الإصرار على موقفه، انطلاقاً مما تمثله مؤسستنا في عالم كرة القدم والرياضة. وأنتم، من خلال وسائل الإعلام، تؤدون دوراً أساسياً كي يكون عام 2026 العام الذي تتحقق فيه العدالة أخيراً، وتبدأ فيه عملية التجديد الحقيقي لكرة القدم الإسبانية”.
الملعب
“وعلى هامش هذه القضية المؤلمة للجميع، فإننا ننظر إلى مستقبل نادينا بتفاؤل كبير. فنحن نشهد المراحل الأخيرة من أعمال تطوير ملعب سانتياغو برنابيو، الذي يحظى بإعجاب جميع زوّاره. لقد أسهمت المباراة التاريخية لدوري كرة السلة الأمريكيNFL في التأكيد على الحماسة والاثارة التي تثيرها عملية تحويل البرنابيو إلى أحد أبرز الرموز الطليعية في عالم الرياضة وأحد أهم المعالم السياحية في مدينة مدريد. نحن فخورون بمساهمة ملعبنا في تعزيز مكانة مدينتنا وبلدنا”.
واختتم بيريز قائلا: “وفي الختام، وباسم مجلس إدارة ريال مدريد وباسمي شخصياً، نتمنى لكم عيد ميلاد سعيداً لكم ولعائلاتكم، وأن يحمل العام الجديد الصحة والسعادة والنجاح المهني للجميع”.